اختطاف خير الدين إيبو
ليكولين / تقرير خاص
حرصاً من مركز ليكولين على المهنية التامة في عمله ، فقد قام بإجراء متابعة متأنية و دقيقة لما تناولته وسائل الإعلام و التواصل الاجتماعي مؤخراً بشأن إختطاف الصيدلاني خير الدين ايبو ، و قد توصّل المركز بذلك الخصوص نتيجةً إلى الحقائق و المعلومات التالية :
أفادنا مصدر خاص و حصري كشاهد مباشر على واقعة الإختطاف ، فضّل عدم الكشف عن هويته حرصاً على سلامته بأنّه و بتاريخ ٢/١٢/٢٠١٩ قامت عناصر مسلحة تابعة لحزب الإتحاد الديمقراطي ( PYD ) تشرف على الحاجز العسكري المعروف ب ( حاجز جامع صلاح الدين في حي الأشرفية بحلب ) بإعتقال المدعو خير الدين إيبو ، أثناء مروره بسيارة من الحاجز المذكور ، و اقتادته الى جهة مجهولة ، دون أن ترد فيما بعد أية معلومة حول مصيره حتى لحظة إعداد هذا التقرير .
و أضاف المصدر بأن المختطف يمتهن مهنة الصيدلة و هو من أهالي قرية ميدانكي / عفرين ، حيث لجأ الى حلب عقب سنة تقريبا من العدوان التركي على عفرين و احتلاله لها ، ثم تابع المصدر قائلاً : بأنّ ايبو و لممارسة مهنته و كسب قوت عيشه و من يعيلهم ، كان قد تقدّم في فترة سابقة بطلب ترخيص لصيدلية في حي الاشرفية لدى ما تسمى ببلدية الشعب التابعة للحزب المذكور أعلاه كجهة تسيطر على الحي و إدارته ، و قد حصل على الموافقة المطلوبة ، إلا أنه و حسب ما أكده المصدر و جرى تأييده و التأكيد عليه لليكولين من مصادر أخرى بعضها مقرّبة من المختطف و أخرى لشهود مقيمين في تلك المنطقة ، بأنّ أسباب الإختطاف تعود حسب ما ورد على لسانهم جميعا إلى أن صيدلية أخرى عائدة لشخص مقرّب من حزب الاتحاد قام و بمساعدة مقرّب و متنفّذ آخر داخل المنظومة يدعى ( ج ، ح ) و يمارس تجارة الأسلحة و مهمة الوساطة بين الحزب و الفصائل السورية المسلحة في صفقات السلاح ، قام المذكوران بحثّ الحزب على اعتقال و اختطاف ايبو تحت أيّ مبرّر أو تهمة لكون أن صيدلية الأخير من شأنها أن تنافس صيدلية المقرّب و تؤثر على مردوده و أرباحه .
و حيث أن المركز لم يكتفي بذلك و إنما أجرى جملة تحريّات تتعلق بسلوك و سمعة المختطف و توصّلت نتيجة ّ الى خلو سيرته من أية شبهات أو ممارسات قد تدعو أو تبرر لأحد أن يضعه موضع إدانةً أو إتهام ، بل على العكس من ذلك ، فقد شهد الجميع برزانته و حكمته و سيرته الحسنة .
لذلك و من مجمل ما سبق ، و حتى و بفرض إن السيد ايبو مدان أو مشتبه به بجرمٍ ما فإنّ ما أقدم عليه حزب الاتحاد الديمقراطي ( PYD) لا يمكن وصفه إلا بأنه عمل عصاباتي إجرامي لا مسؤول و لا يتناسب بالمطلق مع ما يروّج له الحزب و ينسبه اليه من فكر و منهج كحزب سياسي ديمقراطي .
و منه ...فإننا ندين و نستنكر بشدة هذا الإختطاف و غيره من سلوكيات الحزب المشابهة ، و ندعوه الى الافراج الفوري عن السيد ايبو و سواه ممن جرى حجز حريتهم و اعتقالهم و إختطافهم من قبله.
و حيث أن ارتكاب أعضاء الحزب و القائمين عليه لمثل تلك الممارسات يجعلهم وفقاً للقانون الدولي و سنداً له و لا سيما القانون الدولي الإنساني و تحديدا أكثر نظام روما الاساسي للمحكمة الجنائية الدولية (م٧) و اتفاقية حماية جميع الاشخاص من الاختفاء القسري ١٩٩٢ يجعلهم مدانون بارتكاب جرائم الاختفاء القسري كجريمة ضد الانسانية تستوجب ملاحقتهم و محاكمتهم على أساسها .
و هذا يستتبع من جهة أخرى ....بأننا و كجهة قانونية لا نرى من المناسب مطلقاً أن نتناول هذا الموضوع مع الحزب من زاوية قانونية ، من منطلق أنّه سلطة فراغ لا مؤسساتية في المناطق التي يديرها و للمقيمين فيها ، و بالتالي لا يمكننا مثالاً الخوض في مسائل الزامه أو التزامه من عدمه بأصول المحاكمات و سواها ، على اعتبار أن الأساس الباطل تكون تبعاته و مبنياته جميعا باطلة.
كما ندعو جميع الجهات الشعبية و التنظيمية الحكومية و غير الحكومية في الداخل و الخارج و لا سيما الدولية منها و نناشدها مراراً و تكرارا بتحمل مسؤولياتها إزاء مثل تلك الممارسات و الجرائم و في مختلف مناطق سوريا و من أي جهة كانت .
مركز ليكولين للدراسات و الأبحاث القانونية . المانيا
٢/٢/٢٠٢٠