رسالة مفتوحة الى :
معالي السفيرة نزهة شميم خان
رئيسة مجلس حقوق الإنسان الموقرة
السيد باولو سيرجيو بينييرو
رئيس لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا الموقر
"نحن شعوب الأمم المتحدة وقد ألينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب التي خلال جيل واحد جلبت على الإنسانية مرتين أحزاناً يعجز وصفها، نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد"..
بهذه الديباجة الأساسية لميثاق الأمم المتحدة، نبدأ خطابنا مقدّسين روح هذه الديباجة التي ندرك مدى حرصكم على استلهام أبعادها في مساعيكم الخيّرة لكي تسود راية حقوق الإنسان في كوكب نتقاسم فيه جميعا حب الحياة الآمنة الكريمة..
هذه صرخة منّا نلتمس من خلالها شديد الالتماس منكم، انطلاقا من حجم الثقة التي أوكلتها الشعوب إليكم، وقفة تاريخية وموقفا ندرك أنكم أهل للنهوض به في مواجهة أبشع الانتهاكات والجرائم والفظائع التي تُرتكب بحق شعبٍ آمن في عفرين السورية، وذلك كمثال نورده ضمن ممارسات مأساوية كثيرة عن معاناة عديد الشعوب في عموم العالم، من باب يقيننا وإدراكنا أن الحضارة الإنسانية لاتُبنى وتستقيم على أسس ثابتة في واقع الظلم وامتهان كرامة الإنسان أينما كان.
أجل معالي السفيرة خان ومعالي الرئيس بينير..
الشواهد ماثلة أمامنا على أرض الواقع وبالصوت والصورة..
ففي العشرين من شهر يناير الجاري نكون قد دخلنا العام الخامس من اجتياح القوات التركية رفقة مرتزقة تابعين لها بمسمى "الجيش الوطني السوري" (فصائل مسلحة تابعة للإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية) لمنطقة عفرين ذات الطابع والخصوصية الكردية، ومن ثم اجتياحها بتاريخ 18/3/2018، الأمر الذي لا يمكن إدراجه إلا تحت وصف الاحتلال وانتهاك دولة عضو بالأمم المتحدة هي تركيا لحرمة وسيادة دولة جارة لها عضو مثلها في المنتظم الأممي، هي سوريا في انتهاك صارخ لسيادتها وأمن شعبها، في خرق فاضح للميثاق المشار إليه، وللمادة الثانية منه، ولا سيما الفقرة الرابعة التي جاء فيها:"يمتنع أعضاء الهيئة جميعاً في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة أو على أي وجه آخر لا يتفق ومقاصد "الأمم المتحدة").
السيدة الموقرة..
السيد الموقر...
أربعة سنين تمر على بدء ذلك الاحتلال وما رافقه من ممارسات الترهيب والاجرام والسطو على مقدرات المنطقة وسكانها، في حين لا يزال صمتٌ مريب يتملّك أصحاب القرار في العالم ، بصورة نعجز عن فهمها وتفسيرها.
أربعة سنين مضت والدولة التركية ماضيةً في مخططاتها ومآربها الخطيرة تجاه عفرين وسكانها الأصليين، في محاولات متتالية لطمس الهوية الكردية للمنطقة ( بشر، عقيدة، ثقافة، تراث... ) أيّاً كانت الوسيلة ، بدءً بالتهجير وانتزاع أراضي المواطنين مرورا إلى مرحلة أخرى خطيرة تتمثل في التطهير العرقي وتغيير ديموغرافية المنطقة، وصولا إلى فرض اللغة التركية والعملة التركية.. فالكرد الذين كانت نسبتهم قبل الاحتلال لا تقل عن 96 بالمائة من مجموع السكان الأصليين في المنطقة تعرضوا لعمليات التهجير والاقتلاع من أراضيهم أصبحوا الآن ما دون 25 بالمائة، تزامناً مع عمليات توطين آلاف المسلحين مع عوائلهم تم استقدامهم من مختلف مناطق سوريا وإسكانهم إما في بيوت الكرد المهجرين قسراً ، أو في مستوطنات أنشئت بدعم مالي من جمعيات كويتية وقطرية وفلسطينية تابعة لجماعة التنظيم العالمي لجماعة "الإخوان المسلمين" تحت يافطة الأعمال الخيرية، بمباركة تركية، هذا علاوة على جوانب أخرى تتمثل في الاعتقالات التعسفية وأعمال القتل والتصفية الجسدية تحت التعذيب، وكذلك في عمليات السلب والنهب والسرقة وفرض الأتاوات والضرائب، والقيام بإحراق آلاف الهكتارات من المساحات الزراعية وقطع الآلاف من أشجار الزيتون بالمنطقة.
السيدة السفيرة ..
السيد الرئيس..
أمام ذاك الغيض مما أوردناه مثالا من فيض على ما يحدث في عفرين، والذي قمنا بتوثيق البعض اليسير منه ووضعه بين يدي لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا ، التي أكدت بدورها حدوثه في العديد من تقاريرها خلال الفترة الماضية، فإن تركيا لاتزال تمارس قدرا كبيرا من التعتيم والتضليل على ممارساتها ورعبها الإستخباراتي الشديد، علما أن أي معلومة تخرج من عفرين حيال ما يحدث ومهما كانت بساطتها، من المحتمل جدا أن تكلف صاحبها حياته.
وتأسيسا على ما تقدم، وأمام ثبوت الوصف الدقيق للاحتلال، استنادا إلى المادة 42 من اتفاقية لاهاي لعام 1907 وخاصة شَرْطَيْ السيطرة الفعلية والقدرة التامة على الادارة ،وبالتالي ثبوت مسؤوليات تركيا كدولة احتلال. .
فإننا - نحن المنظمات الحقوقية والمدنية والإعلامية الموقعة أدناه - جئنا ملتمسين من سيادتكم :
1- إرسال فريق من لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا أو فريق تحقيق وتقصّي حقائق خاص إلى منطقة عفرين بتسهيلات وضمانات تمكنها من الوقوف من كثب على حقيقة ما يحدث هناك من جرائم وتوثيقها.
2- مطالبة تركيا بالوفاء بالتزاماتها كافة والقيام بمسؤولياتها القانونية كاملة غير منقوصة كدولة احتلال ولا سيما في تأمين الخدمات والمرافق وسبل العيش الآمن في الإقليم المحتل وفي حفظ الأمن والسلام تماشياً مع اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949،إلى حين زوال الإحتلال.
3- تحميل تركيا المسؤولية القانونية عن الجرائم التي استهدفت وتستهدف المدنيين هناك ، والمرتكبة من قبل جنودها أو مرتزقتها من الفصائل المسلحة لكونها دولة احتلال، استلهاما ممّا ورد في اتفاقيتي لاهاي 1899-1907 ، واتفاقيات جنيف الأربع 1949 ، ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية 1998... والعمل على إحالة ملف هذه الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية عن طريق مجلس الأمن الدولي.
4- مطالبة تركيا بإنهاء احتلالها لمنطقة عفرين وغيرها من المناطق السورية وذلك احتراماً لميثاق الأمم المتحدة، وتسليم المدينة لإدارة مدنية من أهلها بإشراف ورعاية الأمم المتحدة إلى حين إيجاد حل وتسوية سياسية شاملة للمشكلة السورية وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2255
20/1/2022
الموقعون :
1- المرصد السوري لحقوق الإنسان
2- الهيئة القانونية الكردية
3- مركز ليكولين للدراسات والأبحاث القانونية . ألمانيا
4- مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا
5- اللجنة الكردية لحقوق الإنسان (راصد)
6- مركز عدل لحقوق الإنسان
7- مؤسسة ايزدينا
8- جمعية الشعوب المهددة - ألمانيا
9- مؤسسة كرد بلا حدود
10- منظمة حقوق الإنسان في سورية /ماف/
11- منظمة حقوق الانسان عفرين-سوريا
12- منظمة المجتمع المدني الكوردي في أوروبا
13- المركز السوري لحقوق الإنسان
14- جمعية هيفي في بلجيكا
15- Kurdish antenna network
16- المنتدى الألماني الكردي
17- جمعية المجتمع الكردي في شتوتغارت
18- Afrin Media Center
19-شبكة عفرين بوست الإخبارية
An Open Letter:
Your Excellency, Ambassador Nazhat Shameem Khan, President of the United Nations Human Rights Council
Your Excellency, Paulo Sérgio Pinheiro, Chair of the Independent International Commission of Inquiry on the Syrian Arab Republic
“We the peoples of the United Nations determined to save succeeding generations from the scourge of war, which twice in our lifetime has brought untold sorrow to mankind, and to reaffirm faith in fundamental human rights, in the dignity and worth of the human person.”
With these words of the United Nations Charter’s preamble, we would like to start our letter, knowing too well how important such words are to you and that your goodwill and efforts rest upon such principles to highlight and promote human rights and the dignity of mankind.
Starting from the trust all people have invested in you, we appeal to you to stand against the most heinous crimes and atrocities committed against the peaceful people in the Syrian city and region of Afrin. The plethora of reprehensible practices committed in Afrin are example of tragedies people around the world have endured, as we realise that the human civilisation can never be based or built on injustice and indignity, rather the opposite.
Yes, Your Excellency, Mrs. Khanand Mr. Pinheiro…all evidence is clear and obvious, and documented live on the ground.
On January 20, we mark the fifth year of the invasion of the predominantly-Kurdish area of Afrin by Turkish forces and its affiliated mercenaries of the “National Army”, a military formation comprising armed factions affiliated with the National Coalition for Syrian Revolutionary and Opposition Forces, where they imposed full control on the area on March 18, 2018.
This invasion can only be described as occupation by Turkey, a member of the United Nations, and a violation of the sovereignty of a neighbouring country, Syria which is also a member of the United Nations. This is a blatant violation of the United Nations Charter, namely the 4th item of Article 2 which states “all Members shall refrain in their international relations from the threat or use of force against the territorial integrity or political independence of any state, or in any other manner inconsistent with the Purposes of the United Nations.”
Distinguished lady,
Distinguished gentleman,
Four full years of the Turkish occupation of Afrin have passed, during which Afrin’s residents experienced nothing but terror, crimes and the pillaging of the region’s resources, amid deafening silence by decision makers around the world, which, to us, is unjustified and inexplicable.
For four years, Turkey has been proceeding with its dangerous plans and plots for Afrin and its indigenous population, attempting by whatever method available to obliterate the Kurdish identity of the region (people, believes, culture, heritage and etc.), starting with displacing civilians and taking over their land, then genocide and demographic change, as well as Turkification through changing the names of streets and squares into Turkish names, imposing Turkish language at schools and centres and adopting the Turkish currency. At least 96 percent of the indigenous inhabitants of the occupied region had been Kurdish, before they were forced to displace. This percentage shrunk to merely 25 percent. Moreover, thousands of militiamen and their families have been brought from different areas across Syria and settled in the houses of forcibly displaced Kurds and in “settlements” established and funded by Kuwaiti, Qatari and Palestinian charitable associations affiliated with the global “Muslim Brotherhood”, all of that with Turkey’s blessing and consent. The violations also include arbitrary arrests, murders, death under torture, looting, thefts, imposition of levies and taxes, the burning down of thousands of hectares of farmlands and felling of olive trees.
Mrs. Khan,
Mr. Pinheiro,
These are just few of the many violations taking place in Afrin. We have documented some of these atrocities and provided them to the International Commission of Inquiry for Syria, which confirmed the authenticity of these practices in its recent reports. However, Turkey continues to censor and mislead as far as its Afrin violations are concerned. This is done with the help of its intelligence service which intimidate and terrorise the region’s residents; information about Turkey’s atrocities in Afrin may cost whoever dares to report it their life.
Based on what mentioned above, and with Turkey fitting the description of an occupying power, according to the accurate definition of occupation mentioned in Article 42 of the Hague Regulations of 1907, which states "territory is considered occupied when it is actually placed under the authority of the hostile army. The occupation extends only to the territory where such authority has been established and can be exercised," we, the signatories, human rights, civil and media organisations, appeal to you to:
1. Dispatch a team of the Independent International Commission of Inquiry on Syria or a panel of inquiry and a fact-finding mission to Afrin with facilitations and guarantees to enable them to closely investigate and document the crimes committed there.
2. Demand Turkey fulfil all its obligations and comply with all legal commitments, as an occupying power, especially securing of services and facilities in the occupied area, as well as maintaining of security and peace in accordance with the four treaties of the Geneva Conventions of 1949, until the occupation of the region comes to an end.
3. Hold Turkey fully responsible for the crimes committed by Turkish soldiers and militiamen of Turkish-backed factions against civilians in Afrin, based on the terms and articles of the Hague Regulations of 1907-1899, the four treaties of the Geneva Conventions and the 1998 Rome Statute of the International Criminal Court, and work on referring the file of these crimes to the International Criminal Court through the UN Security Council.
4. Demand Turkey comply with the United Nations Charter and end its occupation of Afrin and other Syrian areas and hand over these areas to a civil administration under supervision and guarantee by the United Nations until a political settlement based on the UN Resolution No. 2254 is reached in Syria.
Signatories:
1. Syrian Observatory for Human Rights (SOHR)
2. The Kurdish Legal Commission (DYK)
3. Lekolin Center for Legal Studies and Research - Germany
4. Violations Documentation Center in North and East Syria
5. Kurdish Committee for Human Rights (observer)
6. Adel Center for Human Rights
7. Ezdina Foundation
8. Society for Threatened Peoples - Germany
9. Kurds without Borders
10. Human Rights Organization in Syria (MAF)
11. Human Rights Organization - Afrin Syria
12. Kurdish Civil Society in Europe
13. Syrian Center for Human Rights
14. Hevi Kurdish Association in Belgium
15. Kurdish antenna network
16. German-Kurdish Forum
17. Kurdische Gemeinde Stuttgart e.V
18. Afrin Media Center
19. Efrin News Network